الكاتب الصحفى جمال حسين
الكاتب الصحفى جمال حسين


من الأعماق 

 جمال حسين يكتب .. السياحة العلاجيَّة.. وقُبْلة الحياة 

جمال حسين

السبت، 24 سبتمبر 2022 - 07:14 م

خلال لقاءٍ تليفزيونىٍّ مع قناة صدى البلد، طلبت منى الإعلاميَّة المُتألِّقة رشا مجدى، تعليقًا حول التوجيهات التى أصدرها  الرئيس السيسى، الأحد الماضى، لكبار المسئولين بالدولة بضرورة الاهتمام بالسياحية العلاجية، وإقامة مراكز استشفائيَّة متكاملة وفق أرقى المعايير العالميَّة.. قلت إن الرئيس السيسى أعطى بهذا التوجيه "قُبلة الحياة"  للسياحة العلاجيَّة فى مصر، والتى طواها الإهمال والتجاهل عقودًا طويلة، والدليل على ذلك أن توجيهات الرئيس لاقت ترحيبًا وقبولًا كبيرين من المواطنين ومن خبراء وصُنَّاع السياحة، الذين يعلمون أن مصر تمتلك كنوزًا وعيونًا وحمامات تتدفَّق منها المياه الكبريتيَّة الساخنة الغنيَّة بالمعادن والأملاح التى تشفى الأمراض المستعصية، وأيضًا رمال ساخنة بمناطق فريدة من نوعها للسياحة الاستشفائيَّة يُمكن أن تكون قُبلة العالم إذا تم تسويقها بشكلٍ صحيح.

قلت أيضًا إن مصر تمتلك الكثير من المقومات والإمكانيات التى تُؤهِّلها لحجز مكانة دولية فى عالم السياحة بشكلٍ عام والسياحة العلاجيَّة بشكلٍ خاص.. تمتلك الأهرامات وكنوزًا أثريَّة بالأقصر وأسوان والمتحف المصرى الكبير.. تمتلك مشروع التجلِّى الأعظم فى سيناء، ومنتجع الجلالة ومسار العائلة المقدَّسة، وأجمل الشواطئ بالمدن الساحليَّة فى شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم والساحل الشمالى ودُرة العلمين، من شأنها أن ترفع من تنافسيَّة مصر السياحيَّة.. كما تمتلك كنوزًا للسياحة العلاجيَّة؛ مثل حمامات فرعون وعيون بسيناء والتى تُعالج ١٨٧ مرضًا جلديًا وبعض الأمراض المناعيَّة، علاوةً على النباتات الطبيعيَّة والعطريَّة بسانت كاترين وطور سيناء وحمام فرعون، الذى يُعتبر "ساونا" طبيعيَّة منذ عهد القدماء المصريين.

 أتمنى سرعة عقد مؤتمرٍ عالمى تحت رعاية السيد الرئيس يشرح للعالم فرص السياحة العلاجيَّة بمصر، ولابد من دراسة سوق السياحة العلاجيَّة وننفتح على العالم. 

لابد أيضًا من إقامة منتجعات سياحيَّة حول مناطق السياحة الاستشفائيَّة والتى طالب بها الرئيس السيسى؛ لجذب رُواد السياحة الشاطئيَّة والثقافيَّة، خاصةً أن مصر تمتلك ١٣٦٤موقعًا استشفائيًا إذا تم استغلالها تُحقِّق بمفردها دخلًا يصل إلى ١٠  مليارات دولار سنويًا. 

نحتاج إلى تدشين حملات ترويجيَّة وتسويقيَّة للمنتجعات المصريَّة العلاجية عربيًا وعالميًا..ولنتوقَّف قليلًا مع لغة الأرقام حتى يتضح لنا أهمية السياحة.. فالدكتور  مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، أعلن أن دخل مصر من السياحة وصل هذا العام إلى ما يقرب من ١٢ مليار دولار، وأن الدولة تستهدف ٣٠ مليار دولار، خلال السنوات المقبلة.

وزارة السياحة أكَّدت أن السياحة تُسهم بحوالي ١٥٪ من الناتج الاقتصادى لمصر، وهى مصدرٌ رئيس للنقد الأجنبى.

لكن بالتأكيد هذه الأرقام لا تُرضينا، خاصةً إذا علمنا أن بلادًا ليس لديها نصف ما نملكه من إمكانياتٍ، لكنها تُحقِّق دخلًا رهيبًا من السياحة.. لنا أن نتخيَّل أن عائدات السياحة فى العالم تبلغ 3.5 تريليون دولار، وأن أكثر الدول استفادةً من عوائد السياحة على مستوى العالم هى الولايات المتحدة الأمريكية بـ ٢١٠ مليارات دولار، حيث يزورها ٧٤ مليون سائح سنويًا، تليها إسبانيا بـ ٦٧ مليار دولار، ثم فرنسا بـ ٦٠ مليار دولار.

وقد نُصاب بالصدمة إذا تصفَّحنا أحدث تقريرٍ عن ترتيب الدول العربية من حيث السياحة هذا العام، فقد جاءت السعودية في المركز الأول، حيث زارها ١٨ مليون سائح، تليها الإمارات التى استقبلت ١٤ مليون سائح، ثم المغرب وسوريا وتونس ومصر والبحرين والأردن، وهو ترتيبٌ لا يليق بمصر بمقوماتها السياحيَّة الكبيرة على الإطلاق.

يجب أن تكون مصر مقصدًا سياحيًا مهمًا على مستوى العالم، وذلك لتنوُّع السياحة بها؛ سواء السياحة الترفيهيَّة أو الثقافيَّة أو الشاطئيَّة أو الأثريَّة أو العلاجيَّة أو سياحة المؤتمرات، فنحن الذين نمتلك المقومات، ونحن الذين نمتلك التاريخ والجغرافيا وحضارة متجذِّرة عبر تاريخ يمتد لأكثر من ٧ آلاف سنة.. نحن الأوْلى ونستحق النصيب الأكبر من السياحة العالميَّة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة